أساسيات التربية

بسم الله الرحمن الرحيم
إن أهم الصفات التي يجب أن يركز الوالدين وكذلك المعلمين على غرسها في نفوس الناشئه في نظري هي أربع :
1-الأدب وهو جوهر الصفات وأساس التربية قال صلى الله عليه وسلم " أدبني ربي فأحسن تأديبي " فقال الله تعالى ( وإنك لعلى خلقٍ عظيم ) وقــد بينت أمنا الكريمة عائشة الصديقة بنت الصديق أنه صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن بل كان صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي على الأرض.
وقد كان الحكام والسلاطين والخلفاء يبحثون عن أفضل المربين من العلماء والموجهين لتأديب أبناءهم قبل تعليمهم العلم .
وقد قال أهل الرأي والحكمة من السابقين : الأدب قبل العلم , فجعلوا الأدب أولاً ثم التعليم لأن التربية أساس يبنى عليه التعليم .
2- العلم : لقوله تعالى ( إقرأ ) وهي أول آية نزلت من القرآن وفيها إشارة إلى وجوب العلم والبحث عن المعرفة ثم قال تعالى: ( الرحمن علم القرآن . خلق الإنسان . علمه البيان ) وقال: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وقال صلى الله عليه وسلم " إطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " وقد جعل طلب العلم فريضة وجهاد اً في سبيل الله, حتى قال " وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاءً بما يصنع " .
وقيل في الأمثال : بالعلم ترقى الأمم . وقيل العلم نور والجهل ظلام . وقيل الناس أعداءً ما جهلوا وقيل : لأن تذل عمرك كله في طلب العلم خير لك من ذل ساعة في الجهل.
وقال الشاعر :
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها – والجهل يهدم بيوت العز والشرف.

3- الدين : وهل عنه غنى وهو من خلقنا الباري جل وعلا من أجله قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون ).وهو معنى الحياة وطعمها بل هو مادة الحياة لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد قال تعالى ( يأيها الذين آمنوا إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) أي للدين الذي هو معنى وحقيقة الحياة وقد ذكر من صفاة القرآن أنه روح قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا ) .الشورى 52. ومن لا دين له فهو كافر ملحد نعوذ بالله .

4- النظافة : وأهمها نظافة القلب وسلامته من كل شهوةٍ أو شبهةٍ محرمتين ومن كل داعٍ للحسد أو الحقد أو البغضاء والضغائن والضلال والفتن . وبعده نظافة اللسان وصدقه وتطهيره من الكذب .
وهاذين العضوين متلازمين فالقلب للنية واللسان للنطق وما ينويه القلب ينطقه اللسان وهما إن وفق صاحبهما بصلاحهما وفق للخير كله فالقلب ينوي واللسان يحصد وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم قال سيدنا إبراهيم ( وأجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين . ولا تخزني يوم يبعثون . يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون . إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ).
ثم النظافة في القول والإعتقاد باليقين بالله ووعده ووعيده وعدم النفاق والكذب والرياء ثم النظافة في الذات والجســـد والملبس والمسكن والمأكل والمشرب وتطهير النفس والمال وزكاتها والتصدق عنهما فهو طهارة لهما والتطهر للعبادة والطاعة والتزين لله ولخلقه بما شرع وأباح.


وبعد هذا الإيجاز السريع تجد أنه لاغنى عن أحد هذه الأمور الأربع في حياتنا كمؤمنين وفي واقع تربية أبنائنا كمربين مسلمين وفي توجيه أبنائنا لإختيار أصدقائهم إذا إجتمعت فيهم هذه الصفات وتحلوا بهذه المزايا البينات وهي للصحبة أمور أساسيات بل هي لكل مسلم منتهى الغايات لهذه الحياة.


والله أعلم وأجل وأكرم وما توفيقي إلاّ بالله .

شكرا جزيلا لمرورك أختنا دينا وبارك الله فيك