إلي كل مسلمة
تريد أن تمتلك قلب زوجها اتباع الآتي وستوفق إن شاء الله
تعالي في حياتها الزوجية :
1 ـ أن تناديه
بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب
اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى
بها وبأحب الأسماء إليه ،
وهذا سيد
الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها : ** إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ، وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب
محمد } .
2ـ أحسني
اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات
الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر في
سلوكه بقية الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ، تهوِّن عليه التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي
أيتها الزوجة الكريمة حال امرأة من اهل الجنة كيف أحسنت لقاء
زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن تعكر عليه صفو فرحه بعودته إلى داره ،
ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها .
فقد مرض ابنها
أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن
يغادر المدينة ، فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ، ويسافر الزوج ويشتد المرض على الوليد
فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي ابنها أنس فيقول : قالت
لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت إليه أحسن ما
كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه قد
شبع وأصاب منها ، قالت : يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا
، قالت : فاحتسب ابنك ، قال : غضب أبو طلحة ، وانطلق حتى
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان ، فقال : صلى الله عليه
وسلم : ** بارك الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس : فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في
أحسن صورة :
أوصت أم إياس
بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع عينه
منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ) .
وأوصى عبد
الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال : ( وعليك بالكحل
، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) .
وقالت إحداها
لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي الماء آخر
طيبِكِ ) . والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه منها .
وكيف تبدوا
الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء
بالسرور حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء المسير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ** وتبسمك في وجه
أخيك صدقة } .
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة يسبقها
عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله
ويحمد الله على نعمه ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ، ويضع
أحسن الروائح ، وقد أوصى بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر السحر على النفس الإنسانية .
ج ـ إكرام
الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله
عليه وسلم : ** إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله
ليلاً } وفي رواية : ** نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثة
وتستحد المعينة } .
د ـ نظافة
الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب كانت
تلبسها أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر
عند الزوج ، ولبس اللون الذي يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك
ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة
الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم
العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد
اوصى الإسلام باستعمال السواك ، وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي به أصحابه وزوجاته رضوان الله عليهم
جميعاً .
حاولي أيتها
الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال فرشاة
الأسنان والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان لامعة
ناصعة ، فكم تعطي جمالاً للوجه ؟
4 ـ أحبي ما
يحبه :
إن حبك لما
يحب زوجك من أنواع الطعام والشراب وغيرها له أكبر الأثر في
التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك لكِ .
5 ـ لابد من
المجاملة :
تعلمي كيف
تتوددي إليه وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح
والثناء كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً : إنني فخورة بك ، أنت عندي أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب إنسان إلى
قلبي ، أنت صديقي وحبيبي وزوجي الغالي .... الخ .
ولا أقصد من
قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات التي ذكرتها
، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن الكلام نفسه يأخذ
شيئاً من المبالغة ، فلا بأس من ذلك .
6 ـ احذري وقت
النوم ووقت الجوع :
عندما يريد
الإنسان أن يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ،
وتقل قدرته على التركيز ، وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن
يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك وقت الجوع ، فيكون كل همه أن
يأكل ويسد جوعته ، ويذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من انواع الطعام ،
وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو
الطعام ، وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت
منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري
أوقات الصفاء :
يقول البعض : ( والعتاب في
أوقات الصفاء من الجفاء )
فقد تعمد
الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت
لتأخره أو لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء الفهم ، لقد أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب
القبول والرضا عند الزوج ....
( كما تظن زوجة
حريصة أن أوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة لمعاتبته
على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا خطأٌ شائع تقع
فيه الزوجات ، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو
وتغيير النفس ) .
أيتها الزوجة
المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان تتنازلي
قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين
قال أحد السلف لأخيه : تعال يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا تعال
أخي نتغافر ، فليغفر بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات
الحب بكل الحب والسعادة
8 ـ إياكِ أن
تَمُنِّي عليه :
قد تكون
الزوجة عاملة ، وتدخل البيت مقدراً من المال ، وربما يصدر
منها بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون
معسراً لا يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة إذا كانت ترهق
نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ المرأة على زوجها بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث شرخاً في
العلاقة الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم
الزوجة أنها ووقتها كله ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز
أن تمُن عليه بذلك ، وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تضع مالها كله تحت يده
عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في حقها : ** وواستني
بمالها إذ حرمني الناس } .
9 ـ لا تذكري
دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
بعض الزوجات
تعمد دائماً أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ،
وآكل كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها منه
تغير حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم الرضا بالواقع الذي تعيشه ، وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف الصالح حين كانت
توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً
رزق ربه ، فتقول له : يا فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ،
فإنا نصبر على الجوع في الدنيا ولا نصبر
على النار يوم القيامة .
ولتعلمي أيتها
الزوجة المسلمة أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد
تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل المؤمنين فيقبل الحرام
فيخسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، واعلمي أن الأيام دولٌ
بين الناس ، من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة في
النفس وفي الرضا والقناعة .
10ـ عليكِ
بالقصد ولا تسرفي :
ما افتقر من
اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا يحب المسرفين ،
والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى : ** قل من حرم
زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في
الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل
ما لذ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها .
إن الرجال
الذين يتمتعون في التشبع والامتلاء ، ويبتكرون في
وسائل الطهي وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا
بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم
يفتخرون بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ، ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض
النساء يكلفن أزواجهن بشراء العديد من الكماليات ،
ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق طاقته .
11 ـ أكرمي ضيفه
فهو إكرام له :
قال صلى الله
عليه وسلم : ** من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } .
إكرام الضيف
والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم
المرء للضيف أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : ** ولقد
جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها
الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : ** فما لبث } فهو الأسرع بإكرام الضيف وعدم التباطؤ
حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل
وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم
سليم ، وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم
تعطي الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر
الضيف دون سابق إخبارٍ أو إنذار وتُحيل البيت جحيماً . أفلا
ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك إليهم
؟
13و12 ـ لا
تكثري جداله لا تكثري جداله لا تكثري جداله ( هامة
جدا جدا )
هناك نوع من
الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء
من جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ، والحياة بهذه الطريقة لا
تستقيم ، فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة.
ومع كثرة
الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه ، ولا
يكون هناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد نقاشٍ أو جدال . قيل : يا رسول الله ،
أي النساء خير ؟ قال : ** التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه
في نفسها ، ولا في ماله بما يكره } .
14 ـ احذري أن
تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق ، فسوف
يخاف ولن يفعل !!. إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه
سوف يفكر ألف مرة قبل أن يفعل هذا الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد ويطلقها بالفعل ، ويكون هذا القاصمة
للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج بعد هدوء الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل ؟!! لذلك كان
تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في
الحديث الصحيح : ** أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام عليها رائحة الجنة } .
15 ـ أعيني زوجك
على بر والديه :
يحدث كثيراً
أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة
حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات بينهما ، ويقع الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه
أمه وهذه زوجته ، وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة
ولا تستدعي ما يحدث . وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من معاملة الزوجة ( زوجة
الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل والدتها
فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك مدخر أمام الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها
بإحسانها لأمه ، وحسن معاملة الزوجة لأم زوجها سوف
يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج ، كيف لا ؟ وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ، وهذه الزوجة
الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر
فيصبح بذلك الحب لها أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري
إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء
همها الأكبر أن تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في
تلك الأمور المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه ، فليست هي أفضل مني في شيء ، ولست
أقل منها .
اعلمي أيتها
الأخت الفاضلة أن التسابق يجب أن يكون
في أمور الآخرة ، وليس في أمور الدنيا ، قال الله تعالى : ** وسارعوا
إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت
للمتقين } . بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه فيها ، قال صلى الله عليه
وسلم :
** انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من
ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو فيه إن كان معسراً
، وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ، والأجدر
أن ينظر إلى من هو أصلح منه ، فيبتغي الصلاح
والمسارعة لإرضاء الله عزوجل حتى يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا للآخرة ، فإذا رزقه الله تصدق وعمل
بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : ** ويل للنساء من
الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن
الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على
الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن يكون شغله
الشاغل ما يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه وروحه .
17 ـ اشكري زوجك :
كلمة الشكر
والثناء محببة للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم
يشعر الزوج بالسعادة لشكر زوجته إياه ، وربما تقول الزوجة :
وهل أشكر
الزوج على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه نحوك !! أليس
لو قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو
مشكور ، ثم إن الشكر يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق
الزوجة لزوجها ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا
يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ، والإخلاص
للزوج ، ومن شكر الزوج
ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو
صفاته ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن
بابٍ أولى أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في
زوجها ، ففضله عليها كبير ، وحقه عليها عظيم.
على الزوجة
ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن تخبره
بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن
التعامل مع الواقع :
علي الزوجة أن
تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج ( الظروف
المادية والنفسية ) بكياسة وفطنة .
واعلمي أختي
المسلمة أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم
لأحد ، والأيام تتقلب تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك
الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على
نوائب الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري
إلى من سبقك من جيل الأمهات القدامى كيف كنَّ في قوة
، وكانت الواحدة منهن تقوى على ما تقوى عليه عشرة من نساء اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى الدعة والراحة ،
فخارت عزائمهم من بعد ما خارت قواهم ، واذكري أن النبي
صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً رضي الله عنهما ، أن يمدهما بخادم ، وكانت يد
فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت من قسوة الشغل بها في البيت
، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أمرها
بالذكر ، ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن
الله مع الصابرين :
تتعرض الحياة
الأسرية لنكبات ، وهذه سُنة الحياة ، قال تعالى : ** ولنبلونكم
بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } .
ولتعلم الزوجة
أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة
، تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ،
قال صلى الله عليه وسلم : ** من يتصبر يصبره الله ، وما
أعطي أحد عطاءاً خيراً وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما
جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع للجزع من الرجل
، وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة فوجدها
تلعن الداء ، فكره منها هذا وقال : ** إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات
يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً
وتشتكي بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق الزوج ، أفلا تكوني صبورة ؟! ألا
تستطيعين تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل من غير أن
تكثري الشكوى للزوج ؟! فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك
على طاعة الله :
نعمت الحياة
الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله عزوجل ، وتذكره
بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص لله
ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ** رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى وأيقظ أهله ،
فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم
الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
وأخيراً : تلك كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة الصالحة والتي أسأل
الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع
وتطبيقه في واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء المرأة بنور الكتاب والسنة ، ولله الحمد أولاً
وآخرا .
أسأل الله أن
يتقبل منا صالح الأعمال
وأسأله أن
يوفقنا لما يرضاه لنا في الدنيا والآخرة