وليد ياسين صاحب الموقع
عدد المساهمات : 2255 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 53
| موضوع: كيف ننتفع بالقرآن الكريم؟ الثلاثاء 13 يوليو 2010, 12:45 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كيف ننتفع بالقرآن الكريم؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد: إن المتتبع لآيات القرآن الكريم يجد أن القرآن ضرب نماذج عدة لمَن انتفع بالقرآن الكريم، وأهم هذه النماذج التي ذكرها القرآن الكريم هو نموذج الجن، هذا المخلوق المكلَّف من مخلوقات الله تبارك وتعالى، فذكر الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز هؤلاء النفر الذين استمعوا لآيات الذكر الحكيم، فتذوقوا معناها وهزَّت مشاعرهم آياتها، وتيقنوا أن هذا الكتاب ليس كلام مخلوق، ولكنه خرج من مشكاة واحدة- مثل كتب الله التي أنزلت على أنبياء الله عزَّ وجلّ- فهرولوا مسرعين إلى قومهم مبشرين ومنذرين بهذا الكتاب الكريم وهذا النبي العظيم- صلى الله عليه وسلم- ويحكي القرآن عن هذا النفرِ، فيقول تبارك وتعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إلى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)﴾ (الأحقاف)، وقال تعالى: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)﴾ (الجن).
وقال تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)﴾ (الجن).
وهذا الحادث الذي ذُكِرَ في القرآن ذُكِرَت فيه روايات متعددة نثبت أصحها، فقد أخرج البخاري بإسناده، والإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: "ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفةٍ من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا ما لكم؟
فقالوا حيل بيننا وبين خبر السماء، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدًا إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبًا يهدي إلى الرشد فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدًا.. وأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَبًا (1)﴾ (الجن).
وهكذا ضَرَبَ هذا النفر القليل النموذج الفريد في كيفية الانتفاع بكتاب الله عزَّ وجلَّ، فما أحوجنا أن نكون مثل هؤلاء النفر!.
والمتدبر لهذه القصة القرآنية التي ذكرها المولى تبارك وتعالى ليس من أجل التسلية ولكن من أجل العبرة والاتعاظ، وأن نتشبه بهؤلاء النفر، وهذه الآيات تجيب لنا على السؤال الذي طرحناه في مقدمة هذه التذكرة ألا وهو كيف ننتفع بهذا القرآن الكريم؟
مما لا شك فيه أن من يُقبل على القرآن مستشعرًا أنه خطاب من الله عز وجل موجَّهٌ إليه، يحمل في طياته مفاتيح سعادته في الدنيا والآخرة، وأنه القادر- بإذن الله- على تغييره مهما كان حاله.. لا شك أن هذا الشخص لا يحتاج إلى من يدلُّه على وسائل تعينه على الانتفاع بالقرآن؛ لأنه بهذا الشعور قد أصبح مهيئًا للتغيير الذي يقوم به القرآن، أما وأنه من الصعب علينا في البداية أن نكون كذلك بسبب ما ورثناه من أشكال التعامل الخاطئ مع القرآن؛ ما جعل حاجزًا نفسيًّا بيننا وبينه يمنعنا من الانتفاع الحقيقي به، أما والأمر كذلك فإن عودتنا إلى القرآن تحتاج إلى وسائل سهلة وعملية ومحددة تعين صاحبها على إدارة وجهه للقرآن والإقبال على مأدبته، والدخول إلى دائرة تأثير معجزته بصورة متدرجة، ومن أهم هذه الوسائل التي تحقق الغرض:
1- التوبة النصوح: فإن التوبة تَجُبُّ ما قبلها، والله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، والمعاصي والسيئات حجاب يحجب بين الإنسان ومولاه، فبالتوبة النصوح تنقلب حياة الإنسان إلى النور بعد الظلمة، وإلى الهداية بعد الضلال، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ (الأنعام: من الآية 122)، وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدْ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125)﴾ (الأنعام)، هكذا التوبة تغير حال الإنسان إلى الأفضل والأعجب، إنها تبدل السيئات إلى حسنات، ولا شك أن القرآن نور الله عزَّ وجلَّ لا يُعطى هذا النور إلا مَن صفا قلبه من كلِّ حبٍّ سوى الله عزَّ وجلَّ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾ (التوبة)، وما أفضل ما قاله الشافعي رضي الله عنه:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال إن العلم نور ونور الله لا يُهدى لعاص فالقرآن نور الله عزَّ وجلَّ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)﴾ (النساء)، وهذا النور من الله عزَّ وجلَّ لا يهديه إلا لمن صفت نفسه، وزكا قلبه، وطُهرت جوارحه من كل شيء سوى الله عزَّ وجلَّ، وقد حدَّد الدكتور مجدي الهلالي وسائل أخرى عملية في كيفية الانتفاع بالقرآن الكريم وهي:
2- الانشغال بالقرآن: بمعنى أن يكون القرآن شغلنا الشاغل، ومحور اهتمامنا، وأولى أولوياتنا، ولكي يكون القرآن كذلك لا بد من المداومة اليومية على تلاوته مهما تكن الظروف، وأن نعمل على تفريغ أكبر وقت له، فالتغيير القرآني تغيير بطيء، وهادئ، ومتدرج، ولكي يؤتي ثماره لا بد من استمرارية التعامل معه، وألا نسمح بمرور يوم دون اللقاء به، ولنعلم جميعًا أنه على قدر ما سنعطي القرآن سيعطينا، فمن استطاع أن يجعل له في يومه عدة لقاءات مع القرآن فقد حاز قصب السبق.
3- التهيئة الذهنية والقلبية: لكي يقوم القرآن بعمله لا بد من تهيئة الظروف المناسبة لاستقباله، ومن ذلك وجود مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء يتم فيه لقاؤنا به، فالمكان الهادئ يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب مع القراءة، ويسمح لنا ذلك بالتعبير عن مشاعرنا إذا ما استثيرت بالبكاء والدعاء، ومع وجود المكان الهادئ علينا أن يكون لقاؤنا بالقرآن في وقت النشاط والتركيز لا في وقت التعب والرغبة في النوم، ولا ننسى الوضوء والسواك هذا بالنسبة للتهيئة الذهنية، أما التهيئة القلبية فالمقصد منها تهيئة المشاعر لاستقبال القرآن، ومن ثَمَّ سرعة التأثر به، وهذا يستدعي منَّا أن نعمل على استجماع مشاعرنا قبل القراءة، ووسائل ذلك كثيرة منها: الدعاء، وتذكر الموت، والاستماع إلى المواعظ، فإن لم تقدر على ذلك، فليكن التباكي عند القراءة وسيلتنا الميسرة لتلك التهيئة.
4- القراءة المتأنية: علينا ونحن نقرأ القرآن أن تكون قراءتنا متأنية هادئة مترسلة، وهذا يستدعي منَّا سلامة النطق، وحسن الترتيل، كما قال تعالى: ﴿وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ (المزمل: من الآية 4)، وعلى الواحد منَّا ألا يكون همه عند القراءة نهاية السورة، ولا ينبغي أن تدفعه الرغبة في ختم القرآن إلى سرعة القراءة، فلقد ختمنا القرآن قبل ذلك مرات ومرات، فأين ثمرة هذه الختمات وما الذي تغير فينا؟
5- التركيز مع القراءة نريد أن نقرأ القرآن كما نقرأ أي كتاب، فعندما نقرأ أي كتاب أو مجلة أو جريدة، فإننا نعقل ما نقرأه، وإذا سَرَحْنَا في موضع من المواضع عدنا بأعيننا إلى الوراء، وأعدنا قراءة ما فات على عقولنا، وما دفعنا إلى ذلك إلا لنفهم المراد من الكلام، وهذا ما نريده مع القرآن أن نقرأ بحضور ذهن فإذا ما سرحنا في وقت من الأوقات علينا أن نعيد الآيات التي شردت الأذهان عنها، نعم في البداية سنجد صعوبة في تطبيق هذه الوسيلة؛ بسبب تعودنا في التعامل مع القرآن كألفاظ مجردة من معانيها، ولكن بالمداومة والمثابرة سنعتاد بمشيئة الله القراءة بتركيز وبدون سرحان.
6- التجاوب مع القراءة القرآن خطاب مباشر من الله لجميع البشر، لي، ولك، ولغيرنا.. هذا الخطاب يشمل ضمن ما يشمل أسئلة وإجابات، ووعدًا ووعيدًا، وأوامر ونواهي، وتنفيذ أوامره بالتسبيح أو الحمد أو الاستغفار أو السجود عند مواقع السجود.. والتأمين على الدعاء، والاستعاذة من النار، وسؤال الجنة، ولقد كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.. ولعل القيام بهذه الوسيلة يساعدنا على زيادة التركيز عند القراءة وعدم السرحان.
7- أن نجعل المعنى هو المقصود: البعض منا عندما يشرع في تدبر القرآن، تجده يقف متمعنًا عند كلِّ لفظ فيه؛ ما يجعل التدبر عملية شاقة عليه، وما يلبث أن يملَّ فيعود بأدراجه إلى الطريقة القديمة في القراءة دون فهم ولا تدبر، فكيف لنا إذن أن نقرأ القرآن بتدبرٍ وسلاسة في نفس الوقت؟
الطريقة السهلة لتحقيق هذين الأمرين معًا هو أن نأخذ المعنى الإجمالي للآية، وعندما نجد بعض الألفاظ التي لا نفهم معناها، فعلينا أن نتعرف على المعنى من السياق، كمن يقرأ مقالاً ولا يعرف معاني بعض الكلمات، فإنه يفهم المعنى الإجمالي من السياق، وهذا ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضًا، بل يصدق بعضه بعضًا، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم فردوه إلى عامله" (رواه أحمد، وابن ماجه).
وبهذه الطريقة تصبح قراءة القرآن بتدبر سهلة وميسرة للجميع، وليس معنى ذلك عدم النظر في كتب التفسير ومعاني الكلمات؛ ما لا شك فيه أن للتفسير دور كبير في حسن الفهم، وله دور أساسي في معرفة الأحكام الشرعية، والتي لا ينبغي علينا ألا نستنبطها بمفردنا من القرآن، ومع أهمية دور التفسير إلا أنه ينبغي أن يكون له وقته الخاص به، وغير المرتبط بوقت القراءة، فنحن لا نريد أن نخرج من لقائنا بالقرآن بزيادة الفهم فقط، ولكن نريد القلب الحي كذلك، وهذا يحتاج إلى اللقاء المباشر مع القرآن والسماح بقوة تأثيره أن تنثاب داخلنا وتتصاعد من خلال الاستمرار في القراءة، والاسترسال مع الآيات والتجاوب معها.
8- ترديد الآية التي تؤثر في القلب: وهذه هي أهم الوسائل التي تُعين على سرعة الانتفاع بالقرآن، فالوسائل السابقة مع أهميتها القصوى إلا أنها في النهاية تُخاطب العقل الذي يعد محلاًّ للعلم والمعرفة، أما الإيمان فمحله القلب، والقلب هو مجموع العواطف والمشاعر داخل الإنسان، وعلى قدر الإيمان فيه تكون الأعمال الصالحة التي تقوم بها الجوارح، ومعنى ذلك أن الإيمان عاطفة ومشاعر، وأن لحظات التجاوب والانفعال التي نشعر بها في دعائنا أو صلاتنا أو قراءتنا للقرآن تؤدي إلى زيادة الإيمان في قلوبنا.
أهمية القرآن في حياة المسلم 1- القرآن هدى للناس: قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية 185)،
الله سبحانه وتعالى يبين فضل وأهمية القرآن الكريم، فهو كتاب الأمة الخالد، الذي أخرجها من الظلمات إلى النور، فأنشأها هذه النشأة، وبدَّلها من خوفها أمنًا، ومكّن لها في الأرض، ووهبها مقوماتها التي صارت بها أمةً ولم تكن من قبل شيئًا.
هذا مدحٌ للقرآن الذي أنزله الله هدًى لقلوب العباد ممن آمن به وصدّقه واتبعه، كما أنه بينات أي: دلائل وحجج بينة واضحة جلية لمَن فهمها وتدبرها، ودالة على ما جاء به من الهدى المنافي للضلال، والرشد المخالف للغي، ومفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام، والله عزَّ وجلَّ بهذا التعبير الشامل ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ جعل هذا الكتاب هدى لكلِّ الناس مهما اختلفت مآربهم ومشاربهم، يجد كل واحد منهم بغيته فيه، فهو كتاب الله لكلِّ البشر والله أعلم بما يصلح خلقه، فإذا خصَّ الله تبارك وتعالى الهداية بهذا القرآن للمتقين الذين آمنوا به وعاشوا معه وتدبروا معانيه في قوله تعالى في أول سورة البقرة: ﴿الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)﴾ فإن الله عزَّ وجلَّ جعل في هذه الآية ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية185).
الهداية عامة لكل الناس﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ المسلم وغير المسلم، المسلم الطائع والعاصي ما دام أنهم نظروا إليه بعقولهم وأفئدتهم، وتنحوا عن أهوائهم وشهواتهم، فالقرآن الكريم في المقام الأول كتاب هداية لكل البشر.
2- القرآن يهدي للتي هي أقوم: قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)﴾ (الإسراء).
يمدح الله تبارك وتعالى كتابه العزيز الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأنه يهدي لأقوم الطرق وأوضح المسالك، ويبشر المؤمنين به الذين يعملون الصالحات على مقتضاه أن لهم أجرًا كبيرًا يوم القيامة، وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة يبشرهم بأن لهم عذابًا أليمًا، كما قال تعالى: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (الجاثية: من الآية 8)، وكما يقول صاحب الظلال: هذه الهداية على وجه الإطلاق فيمن يهديهم وفيما يهديهم، فيشمل الهدى أقوامًا وأجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان، ويشمل ما يهديهم إليه كل منهج وكل طريق، وكل خير يهتدي إليه البشر في كلِّ زمان ومكان، يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض، والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة، وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء، وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق، ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم، متطلعةً إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض، وإذا العمل عبادة متى توجَّه الإنسان به إلى الله، ولو كان هذا العمل متاعًا واستمتاعًا بالحياة، ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة، فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء، ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار، ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال، ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض أفرادًا وأزواجًا، وحكومات وشعوبًا، ودولاً وأجناسًا، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا تصرفها المصالح والأغراض.
فهذه هي الأُسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه، وهو أعلم بمن خلق وأعرف بما يصلح لهم في كلِّ أرض وفي كلِّ جيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتماع ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان، ويهدي للتي هي أقوم في تبني الديانات السماوية جميعها، والربط بينها كلها، وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها، فإذا البشرية كلها في سلام ووئام، إنهما طريقتان مختلفتان شتان شتان هدي القرآن وهدي الإنسان.
3- القرآن شفاء ورحمة: قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82)﴾ (الإسراء)، وفي القرآن شفاء، وفي القرآن رحمة، لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان، فأشرقت وتفتحت لتلقَي ما في القرآن من رْوح، وطمأنينة وأمان.
في القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة، فهو يصل القلب بالله، فيسكن ويطمئن، ويستشعر الحماية والأمن، ويرضى فيستروح الرضا من الله والرضا عن الحياة، والقلق مرض، والحيرة نَصب، والوسوسة داء، ومن ثم فهو رحمة للمؤمنين، وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزعات الشيطان.. وهي من آفات القلب تصيبه بالمرض والضعف والتعب، وتدفع به إلى التحطم والبلى والانهيار، ومن ثم هو رحمة للمؤمنين، وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلفة في الشعور والتفكير، فهو يعصم العقل من الشطط، ويطلق له الحرية في مجالاته المثمرة، ويكفه عن إنفاق طاقته فيما لا يجدي، ويأخذه بمنهج سليم مضبوط يجعل نشاطه منتجًا ومأمونًا، ويعصمه من الشطط والزلل، وكذلك هو في عالم الجسد ينفق طاقته في اعتدال بلا كبت ولا شطط فيحفظه سليمًا معافى ويدِّخر طاقته للإنتاج المثمر، ومن ثَمَّ هو رحمة للعالمين.
وفي القرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء المجتمعات، وتذهب بسلامتها وأمنها وطمأنينتها، فتعيش الجماعة في ظلِّ نظامه الاجتماعي وعدالته الشاملة في سلامة وأمن وطمأنينة، ومن ثم هو رحمة للعالمين.
والقرآن أيضًا كما قال الله تعالى: ﴿وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ (الإسراء: من الآية82) فهم لا ينتفعون بما فيه من شفاء ورحمة، وهم في غيظ وقهر من استعلاء المؤمنين به، وهم في عنادهم وكبريائهم يشتطون في الظلم والفساد، وهم في الدنيا مغلوبون من أهل هذا القرآن، فهم خاسرون وفي الآخرة معذَّبون بكفرهم به ولجاجهم في الطغيان فهم خاسرون ﴿وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ (الإسراء: من الآية82)
4- القرآن معجزة الله الخالدة: قال تعالى: ﴿ قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88)﴾ (الإسراء).
إن هذا القرآن ليس ألفاظًا وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها، وإنما هو كسائر ما يبدعه الله يعجز المخلوقون أن يصنعوه، فهو كالروح من أمر الله لا يدرك الخلق سره الشامل الكامل وإن أدركوا بعض أوصافة وخصائصه وآثاره، والقرآن بعد ذلك منهج حياة كامل، ومنهج ملحوظ فيه نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في كلِّ أطوارها وأحوالها، أما النظم البشرية فهي متأثرة بقصور الإنسان وملابسات حياته.
ونحن نعلم جميعًا أن القرآن الذي بين أيدينا هو أكبر وأعظم معجزة جاءت من عند الله للبشر، فهو أكبر من معجزة عيسى عليه السلام في إحيائه للموتى بإذن الله، ومن عصا موسى، وناقة صالح عليهما السلام، وغيرها من المعجزات، فما هو سر هذه المعجزة، والذي جعلها تتفوق على كلِّ ما سبقها من معجزات؟
قد يجيب البعض بأن معجزة القرآن تكمن في أسلوبه وبلاغته وتحدي البشر له، وأنه صالح لكل زمان ومكان.. إلخ،
نعم، هذا كله من أوجه إعجاز القرآن، ولكن يبقى سر إعجازه الأعظم في قدرته على التغيير.. تغيير أي إنسان ومن أي حال يكون فيه؛ ليتحول من خلاله إلى إنسان آخر عالمًا بالله عابدًا له في كلِّ أموره وأحواله، حتى يتمثل فيه قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)﴾ (الأنعام).
ولكن ما كيفية التغيير؟ والتغيير الذي يحدثه القرآن يبدأ بدخول نوره إلى القلب فكلما دخل النور إلى جزء من أجزائه بدّد ما يقابله من ظلمة أحدثتها المعاصي والغفلات واتباع الهوى، وشيئا فشيئا يزداد النور في القلب، وتدبّ الحياة في جنباته ليبدأ صاحبه حياة جديدة لم يعهدها من قبل قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)﴾ (الأنعام).
فالقرآن إذن هو الروح التي تُبثُّ في القلب فتحييه قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)﴾ (الشورى)، وعندما تُبث الروح في القلب وتمتلئ جنباته بنور الإيمان فإن هذا من شأنه أن يطرد الهوى وحب الدنيا من القلب؛ ما يكون له أبلغ الأثر على سلوك العبد واهتماماته، وهذا ما أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام عندما سألوه صلى الله عليه وسلم عن معنى انشراح الصدر الذي جاء في قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ (الزمر: من الآية22) قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل النور القلب انشرح وانفتح" قلنا: يا رسول الله وما علامة ذلك؟ قال: "الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله". (أخرجه الحاكم والبيهقي في الزهد).
5- القرآن تذكرة لمن يخشى: قال تعالى: ﴿طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلا (4)﴾ (طه).
أي ما أنزلنا إليك القرآن يا محمد ليؤدي إلى شقائك به أو بسببه، ما أنزلناه لتشقى بتلاوته والتعبد به حتى يجاوز ذلك طاقتك، ويشق عليك، فهو ميسر للذكر، لا تتجاوز تكاليفه طاقة البشر، ولا يكلفك إلا ما في وسعك، ولا يفرض عليك إلا ما في طوقك، والتعبد به في حدود الطاقة نعمة لا شقوة وفرصة للاتصال بالملأ الأعلى، واستمداد القوة والطمأنينة والشعور بالرضا والأنس والوصول.. وما أنزلناه عليك لتشقى مع الناس حين لا يؤمنون به، فلست مكلفًا أن تحملهم على الإيمان حملاً، ولا أن تذهب نفسك عليهم حسرات وما كان هذا القرآن إلا للتذكير والإنذار ﴿إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)﴾ (طه)، والذي يخشى يتذكر حين يُذَكَّر، ويتقي ربه فيستغفر، وعند هذا تنتهي وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يُكلف فتح مغاليق القلوب، والسيطرة على الأفئدة والنفوس، إنما ذلك إلى الله الذي أنزل هذا القرآن وهو المهيمن على الكون كله، المحيط بخفايا القلوب والأسرار.
6- القرآن ميسر للذكر: قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)﴾ (القمر).. هذا القرآن حاضر، سهل التناول، ميسر الإدراك، فيه جاذبية ليقرأ ويتدبر، فيه جاذبية الصدق والبساطة، وموافقة الفطرة، واستجاشة الطبع، لا تنفد عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد، وكلما تدبره القلب عاد منه بزاد جديد، وكلما صحبته النفس زادت له ألفة وبه أنسًا.
7- أثر القرآن لمن يتلقاه بحقيقته: قال تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾ (الحشر).
يجيء الإيقاع الذي يتخلل القلب ويهزه، وهو يعرض أثر القرآن في الصخر الجامد لو تنزل عليه، وهي صورة تمثل حقيقة، فإن لهذا القرآن ثقلاً وسلطانًا وأثرًا مزلزلاً لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته، ولقد وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجد، عندما سمع قارئًا يقرأ ﴿وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)﴾ (الطور) فارتكن إلى الجدار ثم عاد إلى بيته يعوده الناس شهرًا مما ألمَّ به!
واللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحًا لتلقي شيء من حقيقة القرآن يهتز فيها اهتزازًا ويرتجف ارتجافًا، ويقع فيه من التغيرات والتحولات ما يمثله في عالم المادة فعل المغناطيس والكهرباء بالأجسام أو أشد، والذين أحسوا شيئًا من مس القرآن في كيانهم يتذوقون هذه الحقيقة تذوقًا لا يعبر عنه إلا هذا النص القرآني المشع الموحى، فالجبال إذا ما خوطبت بهذا القرآن مع تركيب العقل لها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة من خشية الله.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين يهتدون بهديه والذين تعمُّهم رحمته | |
|
دنياحسن صاحب الموقع
عدد المساهمات : 2765 تاريخ التسجيل : 04/01/2010
| موضوع: رد: كيف ننتفع بالقرآن الكريم؟ الخميس 15 يوليو 2010, 4:48 am | |
| | |
|
وليد ياسين صاحب الموقع
عدد المساهمات : 2255 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: كيف ننتفع بالقرآن الكريم؟ الخميس 15 يوليو 2010, 12:23 pm | |
| | |
|
نجلاء نائب المدير
عدد المساهمات : 1583 تاريخ التسجيل : 12/01/2010
| موضوع: رد: كيف ننتفع بالقرآن الكريم؟ الخميس 15 يوليو 2010, 1:12 pm | |
| | |
|
احمد معاذ ادارة المنتدى
عدد المساهمات : 1394 تاريخ التسجيل : 04/01/2010 العمر : 60
| موضوع: رد: كيف ننتفع بالقرآن الكريم؟ الخميس 15 يوليو 2010, 3:23 pm | |
| | |
|