[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بسم الله الرحمن الرحيم
(وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم، هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم)
الأعرف: الآية (73).
أرسل الله إلى قبيلة ثمود نبياَ منهم اسمه صالح، ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له.. فأبى المستكبرون من قومه أن يؤمنوا به وبنبوته وبأنه رسول من عند الله تعالى، وسألوه أن يأتيهم بآية من عند الله لكي يؤمنوا به ويصدقوه، واقترحوا عليه أن يخرج لهم من صخرة ضخمة -عيونها بأنفسهم- ناقة عشراء )حاملاً( فأخذ عليهم صالح عهداً: إن استجاب الله لطلبهم وجاء بالمعجزة أن يؤمنوا به ولا يكذبوه..
عندها قام صالح -عليه السلام- إلى الصلاة وأخذ يدعو الله عز وجل أن يستجيب لطلبه ويأذن بالمعجزة، ويخرج من تلك الصخرة ناقة عشراء، وإذا بالصخرة تتحرك ثم تتصدع عن ناقة حامل يتحرك جنينها في بطنها.. ولما رأى القوم هذه المعجزة آمن معه رئيس القبيلة ويقال له (جندع بن عمرو) ومن كان معه على أمره، وأقامت الناقة ورضيعها الذي وضعته، بين صالح وقومه؛ تشرب من بئرهم يوماً وتدعه لهم يوماً.. فكان القوم يشربون لبنها يوم شربها، وكانت هذه الناقة مخلوقاً هائلاً ذا منظر رائع وهي تروح وتغدو في الأودية، دون أن يعترض طريقها أحد.
ولكن نفراً من القوم الذين لم يؤمنوا بما جاء به صالح، يتضايقون كلما رأوا الناقة وهي تشرب من بئرهم، واتفقوا فيما بينهم على قتلها لكي يستأثروا بالماء كله، وليغيظوا نبي الله صالحاً صاحب المعجزة.
وعلم النبي صالح بهذه النية فنهاهم عن قتل الناقة وقتل صغيرها وحذرهم بأن الله سوف ينزل عليهم أشد العذاب إذا تعرضوا للناقة ولصغيرها. ولكن هذا النفر الكافر سخروا منه ومن تهديده، فقام مجموعة شقية منهم وعقروا الناقة -أي ذبحوها- وذبحوا فلوها الرضيع في يوم شربها حيث كمن لها رجل يقال له (سالف بن قدار) ورماها بسهم خرت على أثره ساقطة على الأرض، واجتمع عليها بقية القوم وعقروها، وهم الذين قال فيهم الله تعالى: (
وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون).
ولمّا سمع صالح بالخبر أقبل عليهم وهم مجتمعون وحين رأى الناقة بكى وقال: (
تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) وبعدها سوف يأتيكم الله بعذاب شديد لذبحكم الناقة.
وعند انقضاء الأيام الثالثة، جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة أسفل منهم فزلزلت الأرض تحت أقدامهم، ففاضت الأرواح، وزهقت النفوس في ساعة واحدة (
فأصبحوا في دارهم جاثمين) صرعى هالكين.. ولم يفلت من العذاب أحد صغيراً كان أم كبيراً سوى صالح عليه السلام ومن آمن معه من قومه..