لا تحرمي طفلك من الرحلات
المدرسية
طفلك بداخله طاقات دفينة في حاجة ماسة لاخراجها؛ حتى
اللعب لا يخلصه منها .. لذا لا تحرمي طفلك من الرحلات المدرسية ؛ فهي تفرغ كل
طاقاته وتنمي مهاراته الاستكشافية أيضاً .
وتنصح الدكتورة "املي صادق
ميخائيل" المدرس بقسم العلوم التربوية بكلية رياض الاطفال ـ جامعة الاسكندرية، كل
أم في بحثها الذي يحمل عنوان "الرحلات كمدخل لتنمية الوعي السياحي لدي طفل ما قبل
المدرسة" بألا تمنع طفلها من الذهاب برفقة أصدقاء وزملاء المدرسة في الرحلات
المدرسية سواء كانت سياحية او اثرية.. او حتي الي الحدائق والمتنزهات
.
وترى " ميخائل " أن الرحلة المدرسية تعتبر وسيلة من وسائل تعليم الطفل
واكسابه المعارف والمهارات اللازمة لتكوين شخصيته, حيث أنها تسهم في تنمية الجانب
المعرفي لديه وتعليمه مهارات المشاهدة والملاحظة والانتباه والتدريب الحسي..
فالرحلة تمثل الاحتكاك المباشر بين الطفل وبيئته.
وقد أكد الكاتب الفرنسي
روسو اهمية الخبرة المباشرة من تعليم الطفل, حيث تساعده علي تكوين الاتجاهات
الجمالية نحو عناصر البيئة فيصبح مشاركا إيجابيا, فيها, كما أنها تزيد فاعليته
ومشاركته في التعليم واكتساب خبرات الحياة اثناء تعامله مع الآخرين.
كذلك
تساعد الرحلات علي تنمية مهارات الطفل الاجتماعية وروح التعاون وتحمل المسئولية
وتوجد لديه أنماطا من السلوك الاجتماعي تتمثل في نبذ السلوك غير السوي كالعدوان
والتخريب والانانية, فضلا عن تحقيق شعوره بالانتماء للوطن, والرحلة تثير في عقل
الطفل عوامل النقد والمقارنة والتفكير وتعمل علي تغيير عواطفه وتعديل اتجاهاته نحو
كثير من المواقف وتنمي لديه فضيلة الصبر وحب النظام وروح الجماعة, والقدرة علي
فهم التعليمات وتنفيذها.
كما تعتبر الرحلات بوصفها احد الانشطة الجماعية
من أنسب الاستراتيجيات التي يمكن ان تسهم بشكل واسع في تنمية جميع الجوانب النفسية
والروحية لطفل ما قبل المدرسة, لذلك تعتبر من الخبرات المباشرة, وهي بذلك اهم
من الخبرات المصورة او الخبرات المجردة.. ولكي يستفيد الطفل من الرحلات يجب ان
تتوافر فيها مجموعة من الشروط, منها ان يكون لها هدف تعليمي واضح ومحدد يمكن
تحقيقه وان ترتبط الرحلة باحتياجات الاطفال واهتماماتهم, كما يجب ان تكون تحت
اشراف دقيق ومنظم لتحقيق الغرض منها؛ لهذا تدعو الدكتورة إملي ميخائيل الي ضرورة
اعداد برامج متكاملة ودائمة للرحلات يراعي فيها تخصيص فترة للعب الحر والاختلاط
والتعامل مع الاطفال الآخرين وتسمح بايجاد مواقف للتعاون الاجتماعي بينهم, لان
توفير الخبرة للطفل خارج اسوار الروضة بين الحين والآخر يثير اهتمامه بالعمل
الجماعي ويتيح للمشرفين واولياء الامور الفرصة لمراقبة سلوكه في المواقف المختلفة
.
كما عليك عزيزتي الأم أن تنمي لدى طفلك الاهتمام بالرحلات مبكراً لتعززي
مهاراته الاستكشافية؛ فمثلا أهم مكان يجب أن يزوره الطفل في سن صغير هو "حديقة
الحيوان" ؛ فهي زيارة ممتعة ومبهجة لطفلك، إنها ليست رحلة ترفيهية فقط وإنما
تعليمية استكشافية أيضاً، إذا طفلك بين الثانية والثالثة فهذا هو الوقت المناسب
ليتعرف علي عالم الحيوان .
تؤكد الدكتورة" جيل ميلسون" الأمريكية مؤلفة
كتاب( الحيوانات في حياة الأطفال) أهمية ذهاب طفلك لحديقة الحيوان قائلة :
اذهبي بطفلك إلي حديقة الحيوان وشجعيه علي مراقبة الحيوانات لتعززي مهاراته
التحليلية والحركية عن تشابه الحيوان مع الإنسان مثل قدرته على تناول الطعام
واحتياجه إلي أمه ثم اجعليه يلاحظ أنه يختلف عن الإنسان في أشياء أخري, فيمكن أن
تقولي له مثلا أن الطيور لها ريش هل لك أنت ريش ؟ واطلبي منه أن يفكر في الحيوانات
التي لها لون واحد مثل الضفادع والسلاحف والثعابين واجعليه يقارن بين أحجام
الحيوانات وأصواتها, وبذلك تساعديه علي فهم قواعد المقارنة بإعطائه نماذج حية,
كذلك يمكنك استخدام الحيوانات لتعطي أمثلة لطفلك لتوضحي له الأشياء التي بدأ فعلا
في تعلمها في عمره مثل الأرقام وصوت الحروف والكلمات فاجعليه يعد أرجل الحيوان الذي
يراه في حديقة الحيوان وغن أغنيات عن الحيوانات تتضمن الأصوات التي تصدر عن الحيوان
ليتدرب علي أسماء الحيوانات وأصواتها, كما يمكنك استخدام الكلمات التي تكون علي
وزن واحد مثل قطة وبطة
وتضيف " ميلسون " استغلي فرصة انجذابه أيضا إلي
الحيوانات لتعليمه معني الحنان والتعامل مع الآخرين بلطف, فالأطفال يمارسون كل
الأساليب الخاطئة عند تعاملهم مع الحيوانات فيجذبون ذيل القطة مثلا فاطلبي منه أن
يربت علي ظهر القطة واحي له كيف أنه سيؤلمها بإيذائه لها وبذلك يدرك نتيجة
أعماله. كذلك يمكن لطفلك أن يتعلم معني المسئولية من مساعدته لك في العناية
بالطيور في منزلك فيقدم لهم معك الحبوب والماء وبذلك تعطيه الفرصة ليشعر بأن هناك
من هو في حاجة إليه ويشعر بالمسئولية وهو مازال في هذه السن
الصغيرة.