الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي فرض على كل مسلم ومسلمة, فهي صلة بين العبد و ربه ، وهى تعودنا النظام والمحافظة على المواعيد، كما أنها ترضى الله- تعالى- لأنه أمرنا بها، قال تعالى:
" فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)" (النساء:103)
وقبل الدخول في الصلاة يجب أن يكون المسلم متوضئًا، ونظيف الثوب والبدن، وأن تكون الصلاة في مكان طاهر .
· الصلاة تقربنا من الله :
كل الفروض والأوامر في الإسلام تلقاها الرسول -صلى الله عليه و سلم- من الله- سبحانه وتعالى- عن طريق أمين الوحي "جبريل"- عليه السلام- ما عدا الصلاة ، فهي العبادة الوحيدة التي فرضها الله- سبحانه وتعالى- وأبلغها لرسوله الكريم مباشرة بغير واسطة في ليلة الإسراء والمعراج؛ وذلك لأن الصلاة عمل جليل رفيع الشأن في حياة المسلم .
فبالصلاة يعبر المؤمن حدود الدنيا إلى رحمة الله، إلى حيث يكون أقرب ما يكون إلى ربه .
قال تعالى:
"وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)" (العلق:19)
والرسول -صلى الله عليه و سلم- يقول : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء " . (أخرجه مسلم)
وقال -صلى الله عليه و سلم- : " سبعة يظلهم الله- تعالى- في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ورجل قلبه معلق بالمساجد .. " (أخرجه البخارى)
وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله .
· الصلاة الركن الوحيد الذي يؤديه المسلم في كل أحواله :
الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين , فهي الركن الوحيد من أركان الإسلام الذي لابد أن يؤديه المسلم، الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن "محمدًا" رسول الله :
- فقد لا يكون عند المسلم مال، فلا يدفع الزكاة .
- و قد يكون مريضًا، فلا يصوم .
- و قد لا يقدر على الحج، فلا يحج .
* أما الصلاة فهي الركن الذي يجب أداؤه في كل الأحوال :
- فالمريض الذي لا يستطيع القيام، يصلى قاعدًا .
- والذي لا يستطيع القعود، يصلى على جنبه .
- والذي لا يستطيع أن يقف ليصلى، لأن وراءه عدوًّا أو حيوانًا مفترسًا، ويخاف أن يلحق به، فإنه يصلى وهو راكب على حصانه أو دابته، وفى أي اتجاه يكون فيه ويحرك رأسه بدلاً من الركوع والسجود .
- وأثناء المعارك، والحرب دائرة وجهًا لوجه مع الأعداء يجب على المسلمين أن يصلوا، كل واحد حسب استطاعته، وفى أي مكان يكون فيه، وفى أي اتجاه، ويكفى أن يحرك رأسه قليلاً بدلاً من الركوع والسجود .
· الصلوات المفروضة :
المسلم يصلى خمس صلوات في اليوم والليلة، وعدد ركعاتها (17) ركعة، هي :
الصبح : ركعتان .
الظهر : أربع ركعات .
العصر : أربع ركعات .
المغرب : ثلاث ركعات .
العشاء : أربع ركعات .
· فضل الصلوات الخمس :
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله، -صلى الله عليه و سلم- ، يقول : " أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شىء ؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء . قال : " فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " . (أخرجه البخاري)
فيدعو الحديث الشريف المسلمين إلى المحافظة على أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، لتطهرهم من الذنوب والخطايا، طالبين بذلك رضوان الله- تعالى- وثوابه.
· الصلوات الجهرية والسرية :
- الصلوات الجهرية هي الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، وهى :
صلاة الفجر والمغرب والعشاء .
- الصلوات السرية هي الصلوات التي لا يجهر فيها بالقراءة، وهى :
صلاة الظهر والعصر .
· صلاة الجماعة :
صلاة الجماعة حث عليها النبي- صلى الله عليه وسلم - ، فإذا جاء وقت الصلاة أذن المؤذن للصلاة، فيحضر المصلون من كل مكان، وتقام الصلاة، ويتقدم الإمام، ويقف المصلون خلفه في صفوف منتظمة، ويكبر الإمام تكبيرة الإحرام (يقول: الله أكبر) للدخول في الصلاة، ويكبر المصلون مثله في السر، ثم يتبعه المصلون في كل ما يفعل، وتفضل صلاة الجماعة صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة .
· صلاة الجمعة :
هي صلاة تؤدى يوم الجمعة في وقت الظهر، وهى ركعتان، يقرأ فيها الإمام بصوت مرتفع بعد أن يخطب خطبتين بينهما استراحة قصيرة، وهى فرض على الرجال المقيمين الأصحاء، ولا تجب على كل من النساء والمرضى والمسافرين، فهؤلاء يصلونها ظهرًا .
· من فوائد المحافظة على الصلوات :
المحافظة على الصلوات الخمس تعود على المسلم بالخير الكثير، في الدنيا والآخرة، ومن ذلك :
- التحلي بالأخلاق الحسنة، مثل الصدق والأمانة وطاعة الوالدين, فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر .
- الطاعة والنظام .
- المحافظة على نظافة الجسم وحسن المنظر .
- إخلاص العمل لله- تعالى- وإتقانه في مواعيد محددة .
- الصبر على الشدائد، وتحمل مشاق الحياة .
· شروط صحة الصلاة :
لا تصح صلاة المسلم إلا إذا توفرت فيه شروط ، منها :
1- أن يكون طاهر الجسم والثوب والمكان .
2- أن يكون متوضئًا .
3- أن يكون ساترًا لعورته .
4- أن يكون مستقبلاً القبلة .
· كيف نصلي ؟
شرع الله- تعالى- الصلاة، وعلمنا رسول الله، -صلى الله عليه و سلم- كيفية أدائها، وقال : " صلوا كما رأيتموني أصلى " . (أخرجه البخاري)
فإذا أردت أن تصلى فافعل ما يلي :
- قف قائمًا مستقبلاً القبلة .
- انو الصلاة في نفسك، وكبر قائلاً : "الله أكبر" رافعًا يديك حذو أذنيك مع التكبير.
- ضع كفك اليمنى فوق اليسرى على صدرك، واقرأ دعاء الاستفتاح .
- اقرأ الفاتحة في كل ركعة، واقرأ ما يتيسر لك من القرآن الكريم في الركعتين الأوليين .
· فروض الصلاة :
- النية وتكبيرة الإحرام .
- القيام في الصلاة للقادر عليه .
- قراءة الفاتحة .
- الركوع مرة واحدة في كل ركعة، والاعتدال منه مع الطمأنينة فيها .
- السجود مرتان في كل ركعة، والجلوس بينهما مع الطمأنينة فيهما .
- الجلوس الأخير لقراءة التشهد ، والصلاة على النبي -صلى الله عليه و سلم- .
- التسليم عن اليمين مع نية الخروج من الصلاة .
· التشهد :
التشهد من فروض الصلاة، يقرؤه المصلى إذا جلس بعد الركعة الثانية من كل صلاة ويقرؤه- أيضا- في الجلوس الأخير من الصلاة وهو :
" التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله " .
وفي الركعة الأخيرة وبعد أن يفرغ المصلى من التشهد ، فإنه يصلى على النبي -صلى الله عليه و سلم- فيقول : " اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .