بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة :
فعلىالمسلمأن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد علىالرجوعإلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى:(وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغيعلىالمسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمالوالأقوالالصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينهعلىإكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
3- البعد عن المعاصي:
فكماأنالطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن اللهوالطردمن رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷ فإن كنتتطمع فيمغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذهالأيام وفيغيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.
فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذاأقسمالله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلابالعظيم،قال تعالى )والفجر، وليال العشر) . والليالي العشر هي عشر ذيالحجة، وهذاما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهوالصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى:(ويذكروااسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)[الحج:28] وجمهورالعلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهمابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فضلأيامالدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيلالله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواهالبزار وابنحبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفةيوم الحجالأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكنفي عشر ذيالحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يومعرفة وهديالنبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة(0
5- أن فيها يوم النحر :
وهوأفضلأيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيامعند اللهيوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قالالحافظابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجةلمكاناجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولايتأتىذلك في غيره).
فضل العمل في عشر ذي الحجة
عنابنعباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منأيامالعمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـقالوا:يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيلالله، إلارجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
وعنعبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليهوسلمقال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العلم فيهن أفضل من هذهالعشرـقالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولاالجهاد إلاأن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه)[رواه أحمدوحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أنكل عمل صالحيقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقعفي غيرها،وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثانأيضاً علىأن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجعبنفسهوماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناءشيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذاتبين لك أخيالمسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذهالمواسمنعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبينلك كلهذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص علىمجاهدةنفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كانهذاهو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانواـأي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول منذيالحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهماافضلما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرةعلىالوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرةإلىالعمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)[متفقعليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليهوسلم،الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوفبالصالحاتوالخيرات.
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة،بل هو منأفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقالسبحانه فيالحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزيبه) [متفقعليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بينأيام عشرذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسبعلىالله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليهفيسنللمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث علىالعملالصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال:صيامهامستحب استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجل الأعمالوأعظمهاوأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتهامعالجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضلالقربات،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزالعبدييتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعنابنعمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيامأعظم عندالله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهنمنالتهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمروأبوهريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبرالناسبتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجدفيكبرون،ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنىتلكالأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلكالأيامجميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفعصوته به،وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى اللهعليهوسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5- الصدقة :
وهيمنجملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام،وقدحث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبلأنيأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون همالظالمون)[البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال)[رواه مسلم].
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءةالقرآنوتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـوإفشاءالسلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروفوالنهي عنالمنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرامالضيف ـوالإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة علىالزوجةوالعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـوالصلاةعلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفقبالرعية ـوصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداءالأماناتوالوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغضالبصر عنمحارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـوقراءة سورةالكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاةالجماعة ـوالمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلىـ وذكرالله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور علىالمسلمينـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـوسلامة الصدروترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون معالمسلمين فيما فيهخير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم