السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإنضباط المدرسي
الإنسان لا يعيش بمعزل عن الآخرين بل يعيش في محيط يتكون من عدد من العناصر المادية وغير المادية يعرف بالبيئة . ويتفاعل الإنسان مع هذا المحيط بصورة مستمرة بحيث يؤثر فيه ويتأثر به . ولذلك فان الإنسان نتيجة لهذا التفاعل تتكون لديه محصله تتألف في مجملها من مجموعة من الأفكار والمشاعر والسلوكيات .
والمدرسة مجتمع ينتقل إليه الطالب وهو عبارة عن نسيج معقد من العلاقات المتشابكة تزداد فيها صلات الطالب ويتمثل فيها لعدد من المعايير ويلعب أدواراً متعددة يؤدي فيها واجبات ويحصل على حقوق ويتعلم الانضباط السلوكي من جميع عناصر هذه البيئة .
وتعرف البيئة المدرسية بأنها ( كل ما يحيط بالطالب داخل المدرسة من مكونات مادية أو غير مادية توثر فيه سلباً أو إيجاباً وتشمل المبنى المدرسي بجميع مكوناته والأفراد بمختلف تخصصاتهم ووظائفهم وأدوارهم والعلاقات التي تربطهم ببعضهم البعض والأنظمة الرسمية والغير الرسمية المكتوبة وغير المكتوبة والمنهج المدرسي الظاهر والخفي ) . وتترابط مكونات هذه البيئة بعلاقات تبادلية ويؤثر كلاً منها بالآخر ويتأثر به ولا يكون الفصل بينها إلا من أجل دراستها فقط .
والضبط الاجتماعي هو سيطرة اجتماعية مقصودة تؤدي إلى تماسك المجتمع ، وتقوم التربية كنظام اجتماعي ضابط بعملها من خلال عدد من المؤسسات التي من أهمها المدرسة . والمدرسة في وصفها كنظام ضابط فإنها تتكون من عناصر تربطهم علاقات تفاعلية ويعمل كل فرد كنظام فرعي ضابط لإشباع حاجاته الخاصة والتي من خلالها يحافظ على دوره في ضبط النظام المدرسي الكلي ليشبع حاجاته العامة ويحقق أهدافه الخاصة . وهي تقوم بعملها وفق آليتين هما الضبط الذاتي الايجابي الذي يتم من خلال عمليات التشجيع والتحفيز والثواب بدل العقاب وتواجد القدوة في المدرسة مع استخدام الحوار الهادف لحل المشكلات لخلق مواطن منضبط من جميع النواحي عارف بحقوقه وواجباته ، والآلية الثانية هي الضبط الخارجي السلبي من خلال الأنظمة واللوائح السلوكية والعقاب والتهديد والتجاهل والتهكم مما قد ينتج عنه شخص يمارس انحرافات اجتماعية كالهروب من المدرسة والغياب المتكرر والغش والعنف والسرقة وغير ذلك .
وفي محاولة لإلقاء الضوء على عناصر البيئة المدرسية لمعرفة دور كلا منها في عملية الانضباط نجد ما يلي
والي الحلقة القادمة ( يتبع ) (( منقول ))