بسم الله الرحمن الرحيم
روى عن النبى أنه قال : " إذا أذنب العبد ، وتاب إلى الله ، وحسنت
توبته ،تقبل الله منه كل حسنة عملها ، وغفر له كل ذنب أقترفه ، ويرفع له
بكل ذنب درجة فى الجنة ، ويعطية الله بكل حسنة قصراً فى الجنه ، ويزوجه
الله حوراً من الحور العين " .
وروى الحسن البصرى – أنه قال : دخلت على رجل من المجوس وهو يجود بنفسه عند
الموت ، وكان منزله بإزاء منزلى ، وكان حسن الجوار ، وكان حسن السيرة ،
وحسن الخلاق ، فرجوت أن الله يوفقه عند الموت ، ويميته على الإسلام ، فقلت
له : ما تجد ، وكيف حالك ؟ فقال : لى قلب عليل ولا صحة لى ، وبدن سقيم ،
ولا قوة لى ، وقبر موحش ولا أنيس لى ، وسفر بعيد ولا زاد لى ، وصراط دقيق
ولا جواز لى ، ونار حامية ولا بدن لى ، وجنة عالية ولا نصيب لى , ورب عادل
ولا حجة لى .
قال الحسن : فرجوت الله أن يوفقة ، فأقبلت عليه ، وقلت له : لم لا تُسلم
حتى تَسلم ؟ فقال : يا شيخ ، إن المفتاح بيد الفتاح ، والقفل ها هنا وأشار
إلى صدره ،وغشى عليه .
قال الحسن : فقلت : إلهى وسيدى ومولاى ، إن كان سبق لهذا المجوسى عندك حسنه
فعجل بها إليه قبل فراق روحه من الدنيا ، وإنقطاع الأمل .
فأفاق من غشيته ، وفتح عينيه ، ثم أقبل ، وقال : يا شيخ ، إن الفتاح أرسل
المفتاح . أمدد يمناك ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول
الله ، ثم خرجت روحه وصار إلى رحمة ربه
يا ثقتى يا أملى، أنت الرجا وأنت الولى أختم بالخير عملى
وحقـق التـوبة لى قبل حلـول أجلى وكن لى يا رب ولى
"أللهم أرزقنى قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنةً ونعيماً"
وفى الخبر عن رسول الله أنه قال " أوحى الله إلى داود : يا داود ،
بشر المذنبين ، وأنذر الصديقين ، فتعجب داود فقال : يا رب ، فكيف
أبشر المذنبين وأنذر الصديقين؟! قال الله تعالى : يا داود بشر المذنبين ألا
يتعاظمنى ذنب أغفره ، وأنذر الصيقين ألا يعجبوا بأعمالهم ، فإنى لا أضع
حسابى على أحد إلا هلك . يا داود ، إن كنت تزعم أنك تحبنى ، فأخرج حب
الدنيا من قلبك ، فإن حبى وحبها لا يجتمعان فى قلب واحد . يا داود ، من
أحبنى ، يتهجد بين يدى إذا نام البطالون ، ويذكرنى فى خلوته إذا لهى عن
ذكرى الغافلون ، ويشكر نعمتى عليه إذا غفل عنى الساهون " .
طوبى لمن سهرت بالليل عيناه وبات فى قلق من حب مولاه
وقام يرعى نجوم الليل منفرداً شوقاً إليه وعين الله ترعاه
قال رسول الله : " البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يفنى .
كن كيف شئت ، كما تدين تدان " .
يا أخى: أتدرى ما صنعت ؟ بعت القرب بالبعد ، والعقل بالهوى ، والدين
بالدنيا
يا من باع الباقى بالفانى أما ظهر لك الخسران ، ما أطيب أيام الوصال ، وما
أمر أيام الهجران ، ما طاب عيش القوم حتى هجروا الأوطان وسهروا الليالى
بتلاوة القرآن فيبيتون لربهم سجداً وقياماً .
تسمع
ولا تبصر . سخرت لك الأكوان وأنت تطغى وتكفر،وتطلب الإقامة فى الدنيا
عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله : " التائبون إذا خرجوا
من قبورهم ، أرتفع من بين أيديهم ريح المسك ، ويأتون على مائدة من الجنة
يأكلون منها وهم فى ظل العرش ، وسائر الناس فى سدة الحساب " .
ويروى أن رجلاً أتى إلى رسول الله وقال : يارسول الله ، بم أتقى النار
؟ قال : " بدموع عينيك " قال : وكيف أتقيها بدموع عينى ؟ قال : " أهمل
دموعهما من خشية الله ، فإنه لا يعذب بالنار عيناً بكت من خشيتة "
يا عبدى، كم تعصى ونستر ، كم تكسر باب نهيى ونجبر ، كم نستقطر من عينيك
دموع الخشية ولا يقطر ، كم نطلب وصلك بالطاعة ، وأنت تفر وتهجر ، كم لى
عليك من النعم وأنت بعد لا تشكر ، خدعتك الدنيا وأعمال الهوى وأنت لا وهى
قنطرة لمن يعبُر