- تردد القلوب بين الخير والشر:
يقول أهل العلم والصلاح إن هناك قوتين رئيسيتين تنازعان القلوب هما: قوى الخير وقوى الشر، والقلوب بينهما على النحو التالي:
قوى الخير: تغمر هذه القوى القلوب بالإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق، وتُسيِّر الجوارح نحو الأعمال الصالحات، فيُهدى العقل إلى الرشد، وينشرح الصدر ويبتهج الفؤاد ويطمئن بذكر الله، ويستشعر صاحبه بحلاوة كل ذلك في قلبه، ودليل ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)﴾ ( الشمس)، وقوله تبارك وتعالى: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)﴾ (الرعد)، كما يحب أصحاب هذه القلوب لقاء الله عزَّ وجلَّ، وهذا ما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه"، وعندما يموت المؤمن تقول الملائكة لروحه: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)﴾ (الفجر).
قوى الشر: تغلف هذه القوى القلب بالران، وتجره إلى مفاسد الأخلاق وسوء الأعمال، ويصبح الصدر منغلقًا، والفؤاد منقبضًا، يتبع هوى نفسه الأمَّارة بالسوء، ويرتكب المعاصي والذنوب، لا تتأثر بالوعيد والنذير، تعلقت بالدنيا والمال والنساء.
- من أي نوع قلبك؟
وعلى المسلم أن يعرف نفسه من خلال قلبه من أي نوع هو؟ فإذا استشعر بحلاوة الإيمان وانشرح صدره، فرح فؤاده، وأقبل على الأعمال الصالحات، وحب الله، فقد صلح قلبه، وإذا حرم من ذلك وزيَّن له الشيطان سوء عمله فقد فسد قلبه وفسدت كل أعماله، ومصداق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ".. ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت، صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب" (رواه البخاري ومسلم).
ويجب على المسلم أن يزيد من قوى الخير، ويتجنب أفعال الشر.
- من أدعية القلوب:
اللهم يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك.
اللهم يا مصرف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك (رواه مسلم).
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن لا يزيغ قلوبنا بعد أن هدانا، وأن نلقاه بقلوب سليمة راضية مرضية.